دانلود تحقیق المشکلات الاجتماعیه للمرأه الفقیره فی المجتمع السعودی

Word 141 KB 17211 22
مشخص نشده مشخص نشده زبان های خارجی
قیمت قدیم:۱۶,۰۰۰ تومان
قیمت: ۱۲,۸۰۰ تومان
دانلود فایل
  • بخشی از محتوا
  • وضعیت فهرست و منابع
  • المشکلات الاجتماعیه للمرأه
    الفقیره فی المجتمع السعودی

    أ / الجازیه بنت محمد الشبیکی


    مدخل
    حققت حرکه التحدیث التنمیه الشامله والمتسارعه للبلاد فی العقود الثلاثه الماضیه نقله نوعیه من التقدم والتحضر فی المجالات الاجتماعیه والاقتصادیه والثقافیه والعمرانیه ترکت آثاراً إیجابیه واضحه وملموسه على البنى المجتمعیه والشخصیه فی جوانب متعدده ، إلا أنه ترتب علیها من جهه أخرى بروز العدید من الظواهر والمشکلات الاجتماعیه على فئات من المجتمع بدرجات متفاوته.ِ
    من ضمن تلک الظواهر والمشکلات ما لوحظ فی السنوات الأخیره من وجود للفقر فی مجتمعنا لأسباب عدیده دولیه وقومیه ومحلیه وشخصیه وغیرها.ومن أکثر الفئات الاجتماعیه تضرراً من مشکله الفقر فئه النساء ، حیث یشکلن أغلب الحالات المتقدمه للجمعیات والمکاتب الخیریه والضمان الاجتماعی وغیرها من مراکز ومصادر المساعدات والإعانات الاجتماعیه.
    وفقر النساء یعد إشکالیه ینضم تحتها أو یتفرع عنها منظومه من المشکلات الفرعیه التی تشکل أوجهاً متنوعه لها وتبادل معها التأثیر والتأثر ، فالمرأه بصفتها محور الحیاه الأسریه والأسره محور الحیاه الاجتماعیه فإن أی قضیه تمسها أو تؤثر على عطائها وأدوارها الاجتماعیه ستؤثر بالتالی على حیاتها الزوجیه والأسریه وتنشئه أبناءها، وسیتکلف المجتمع کثیراً فی الإنفاق على تبعات تلک الآثار فی وقت هو أحوج ما یکون أن ینفقها على مقومات تنمیه البلاد وتطویرها وتقدمها .
    ولقد حظیت قضایا المرأه ومشکلاتها بشکل عام والمرأه الفقیره على وجه الخصوص باهتمام من جانب الحکومات ومنظمات المجتمع المدنی على المستوى العالمی وسلط على تلک القضایا والمشکلات الضوء لتبیان العوامل المتسببه فیها وإمکانیه طرح الحلول العملیه لتلافیها أو التقلیل من حدتها ، وفی مجتمعنا السعودی هناک عدید من الدراسات حول أوضاع المرأه وقضایا بشکل عام فی المجتمع الحدیث من حیث التعلیم والعمل والمشارکه الاجتماعیه والاقتصادیه وتأثیرات ذلک على حیاتها الزوجیه والأسریه وعلى تنمیه بلادها ، ولکن تقل إن لم تنعدم الدراسات والأبحاث عن المرأه الفقیره وما ینتج عن فقرها من مشکلات اجتماعیه على مختلف الأصعده ذات تأثیرات سلبیه على حیاه المجتمع المعیشیه والتنمویه .

    لذلک سیسعى هذا البحث بعون الله إلى الاهتمام بقضیه المشکلات الاجتماعیه المترتبه على فقر المرأه فی مجتمعنا السعودی وما لها من آثار وتبعات على مستویات ومجالات تنمویه متعدده.
    مشکله البحث :
    تترکز مشکله البحث فی الوصول إلى أبعاد فقر المرأه فی مجتمعنا السعودی ومؤشراته والعوامل المسببه له والآثار الناجمه عنه اجتماعیاً ، مع محاوله طرح تصور عملی للتدخلات المطلوبه للحد من تلک الظاهره وبالتالی التقلیل من الآثار والتبعات المصاحبه لها .
    أهمیه البحث :
    للبحث أهمیه کبیره من الناحیه الدینیه والإنسانیه والتنمویه حیث یقف الفقر والمشکلات المصاحبه له عائقاً للمرأه عن تحقیق وظائفها الدینیه والأسریه والاجتماعیه والاقتصادیه ومهبطاً لها من النواحی النفسیه والصحیه والمعنویه ومقصیاً لها عن المشارکه فی الحیاه الاجتماعیه والتنمویه ومکلفاً لمجتمعها کثیراً من أوجه الإنفاق والبذل المهدر.
    أهداف البحث :
    1.

    الوقوف على أبعاد فقر المرأه فی المجتمع السعودی ومؤشراته والعوامل المسببه له .
    2.

    رصد أهم المشکلات الاجتماعیه المرتبطه بفقر المرأه فی المجتمع السعودی.
    3.

    محاوله الوصول إلى نوعیه التدخلات الملائمه للتخفیف من فقر المرأه وبالتالی تقلیل المشکلات والآثار التابعه له.

    منهجیه البحث :
    سوف یتم بعون الله الاعتماد على المنهج الوصفی التحلیلی من خلال بحث مکتبی یستند إلى مصادر أدبیه ودراسات وتقاریر وإحصاءات متعدده عالمیاً وعربیاً ومحلیاً ، بالإضافه إلى الخلفیه المیدانیه للباحثه فی ملامستها لقضایا المرأه الفقیره خلال عملها التطوعی لسنوات عدیده فی جمعیه النهضه النسائیه الخیریه وبحثها فی رساله الماجستیر عن الجمعیات الخیریه ودراستها الحالیه فی برنامج الدکتوراه عن تحدید خط الفقر لفئات نظام الضمان الاجتماعی ، ومقابلاتها للعدید من الأسر الفقیره والنساء فیها على وجه الخصوص.
    سوف یتم بعون الله الاعتماد على المنهج الوصفی التحلیلی من خلال بحث مکتبی یستند إلى مصادر أدبیه ودراسات وتقاریر وإحصاءات متعدده عالمیاً وعربیاً ومحلیاً ، بالإضافه إلى الخلفیه المیدانیه للباحثه فی ملامستها لقضایا المرأه الفقیره خلال عملها التطوعی لسنوات عدیده فی جمعیه النهضه النسائیه الخیریه وبحثها فی رساله الماجستیر عن الجمعیات الخیریه ودراستها الحالیه فی برنامج الدکتوراه عن تحدید خط الفقر لفئات نظام الضمان الاجتماعی ، ومقابلاتها للعدید من الأسر الفقیره والنساء فیها على وجه الخصوص.

    أهم مفاهیم البحث : المشکله الاجتماعیه : (Social Problem ) : هی ظاهره اجتماعیه سلبیه غیر مرغوبه أو تمثل صعوبات ومعوقات تعرقل سیر الأمور فی المجتمع ، وهی نتاج ظروف مؤثره على عدد کبیر من الأفراد تجعلهم یعدون الناتج عنها غیر مرغوب فیه ویصعب علاجه بشکل فردی، إنما یتیسر علاجه من خلال الفعل الاجتماعی الجمعی (1).

    وهناک من ینظر إلى المشکلات الاجتماعیه والظواهر الاجتماعیه Social Phenomen والقضایا الاجتماعیه Social issuesعلى أنها جمیعاً مترادفات لمعنى واحد، وهناک من یقول أنها تبدأ بظاهره تحدث فی المجتمع وتنتشر ثم تصبح مشاهده ولها عناصر إیجابیه وعناصر سلبیه ، ثم تتحول إلى قضیه إذا أصبحت سلبیاتها أکثر من إیجابیاتها ولکن السلبیات غیر ملموسه وتصبح مشکله إذا کانت السلبیات ملموسه وواضحه .

    وهناک من یمیز بین المشکله الفعلیه المتمثله فی الظاهره المتفشیه التی أصبحت من الثقافه السائده والتی تعیق دوره العمل العامه أو تعرض عدداً کبیر من الأفراد للخطر، والمشکله الزائفه المتمثله فی بروز طفره عابره من السلوک المختلف أو غیر المتوقع والذی لا یتفق عاده مع ما هو سائد ومعروف أو متعارف علیه وغالباً ما تخبو جذوته دون أن تترک آثاراً تذکر فی بنیه القیم الفعاله فی الثقافه المجتمعیه (2) .

    ویمکن القول بصفه عامه أن أی تعریف للمشکله الاجتماعیه یتضمن بُعدین أساسیین ، البعد الذاتی فی تعریف المشکله وهو یرکز على قیاس الضرر الاجتماعی الناتج عن وجود المشکله ، والبعد الموضوعی الذی یهتم بکیفیه وقوع هذا الضرر (3) .

    وقد أثار بعض المهتمین بالمشکلات الاجتماعیه بعض التساؤلات التی یجب أن تؤخذ فی الحسبان عند دراسه المشکلات الاجتماعیه منها : هل المشکله الاجتماعیه هی التی یشعر بها الأفراد العادیون أم هی التی یحس بها المتخصصون ؟

    هل المشکله الاجتماعیه هی التی تخص قطاع کبیر من الناس بغض النظر عن قوتها أو مدتها أم أنه ینظر إلى المشکله الاجتماعیه من خلال قوتها أو مدتها أو مداها ؟

    هل ینطوی تعریفنا للمشکله الاجتماعیه على أی حکم قیمی Value Judgment أو انحیاز ثقافی Ethne Centrism ؟

    الفقر Poverty : یعنی الفقر ببساطه انخفاض مستوى المعیشه أو عدم القدره على تحقیق الحد الأدنى من مستوى المعیشه المطلوب والمرغوب اجتماعیاً ، وهو ظاهره معقده ذات أبعاد متعدده اقتصادیه واجتماعیه وسیاسیه وتاریخیه ، ویختلف مفهومه باختلاف البلدان والثقافات والأزمنه، إلا أنه من المتفق علیه أنه ( حاله من الحرمان المادی تتجلى أهم مظاهره فی انخفاض استهلاک الغذاء کماً ونوعاً وتدنی الحاله الصحیه والمستوى التعلیمی والوضع السکنی والحرمان من تملک بعض السلع والأصول المادیه الأخرى وفقدان الاحتیاطی أو الضمان لمواجهه الحالات الصعـبه کالمرض والإعـاقه والبـطاله والکـوارث والأزمـات (4).

    ویربط الاقتصادیون بین الفقر ونقص الدخل ولکن الاجتماعیین یرون أن الفقر لا یعنی نقص الدخل فقط ولکنه یرتبط بالحقوق والعلاقات وکیفیه تعامل الناس فیما بینهم ونظرتهم إلى أنفسهم بالإضافه إلى عدم ملائمه الدخل .

    واعتبرت تقاریر التنمیه البشریه الفقر مفهوماً مرکباً متعدد الأبعاد یتجاوز مجرد الحرمان من الضرورات المادیه لیتضمن مفهوم الحرمان من الخیارات والفرص التی تعتبر أساسیه لتحقیق التنمیه البشریه.

    فهدف التنمیه أن یحیا الإنسان حیاه طویله وصحیه خلاقه وأن یتمتع بمستوى معیشی لائق، لذا نجد أنفسنا أمام مفهوم جدید للفقر هو مفهوم القدرات وأهمها الصحه ومعرفه القراءه والکتابه وهما عاملان هامان فی ما إذا کان الشخص تشمله حیاه المجتمع أو أنه مستبعد منها .

    ومصطلح الفقر فی الإسلام یراد به عدم توفر حد الکفایه وهو الحد اللائق للمعیشه الکریمه ویدخل فی هذا المفهوم کل من الفقیر والمسکین .

    وقد اختلف فی التفریق بین الفقراء والمساکین فی قوله تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساکین والعاملین علیها والمؤلفه قلوبهم وفی الرقاب والغارمین وفی سبیل الله وابن السبیل فریضه من الله والله علیم حکیم ) على عده أقوال والراجح منها أن الفقیر من لا یملک شیئاً أو یملک أقل من نصف الکفایه بینما المسکین هو من یملک نصف الکفایه أو أکثرها (5) .وینقسم الفقراء والمساکین إلى قسمین (6) :- القادرون بدنیاً أو فکریاً على العمل وهؤلاء یحتاجون إلى أن توفر لهم مناصب شغل فی مختلف قطاعات النشاطات الاقتصادی والاجتماعی لکی یحصلوا على دخل دائم ومضمون ویستطیعوا أن یعیشوا حیاه عادیه بکرامه ویساهموا فی نمو الثروه الوطنیه وتمویل صندوق الزکاه إذا تجاوزت أموالهم النصاب.

    غیر القادرین على العمل مثل المسنین والمعاقین والیتامى والمرضى الذین یحتاجون إلى المساعده سنویاً لأن مساعدتهم واجبه حیث یتعلق الأمر هنا بتوفیر وسائل العیش لإناس غیر قادرین على العمل وکسب عیشهم بوسائلهم الخاصه، ویجب أن یلعب التضامن دوره باستمرار لمصلحتهم والتخفیف عنهم .

    الحاجات : Needs هی کل ما یتطلبه الإنسان لسد ما هو ضروری من رغبات أو لتطویر ما هو مفید لتطوره ونموه ، وهی أنواع متعدده بدنیه ونفسیه واجتماعیه واقتصادیه.

    والحاجات الأساسیه التی أخذت بها منظمه العمل الدولیه خلال السبعینات تشمل الحد الأدنى من المأوى والمأکل والملبس والأثاث المنزلی ثم أضیفت إلى ذلک فیما بعد الخدمات الاجتماعیه العامه أو الشامله التی یجب توافرها وهو ما یعرف بمؤشرات التنمیه کمیاه الشرب النقیه وفرص الصحه والتعلیم والمواصلات ومدى توفر المنافع الصحیه والإمکانیات المتعدده الأخرى .

    وفی تصنیف ( ماسلو) للحاجات یقف تحقیق الذات فی قمه الهرم ودونه تقدیر الذات ثم الحاجه إلى الانتماء الاجتماعی ثم الحاجه إلى الأمن ثم أساس القاعده وهی الحاجات الحیویه من غذاء وملبس ومسکن.

    ومفهوم الحاجات فی الإسلام مرتبط بمقاصد الشریعه حیث یبدأ بالضرورات ثم الحاجات ثم التحسینات.

    المداخل النظریه لتفسیر مشکله الفقر: فی إطار النظریات البنائیه الوظیفیه یستخدم مفهوم عدم المساواه فی سیاق تحلیل التدرج الاجتماعی حیث ینظر للتفاوت فی الثروه والقوه والمکانه بصفته إحدى الحقائق الأساسیه فی تاریخ المجتمع البشری حتى المراحل البدائیه منه ، فعدم المساواه جزء من النظام الطبیعی، ویتمثل التحلیل الوظیفی لعدم المساواه فی عدد عن القضایا فی مقدمتها ثلاث هی (7) : تباین أنصبه الأشخاص المختلفین من الاستعدادات الفطریه والمهارات المکتسبه ( الذکاء، الدافعیه ، الطموح ، الإبداع ، المثابره ، الخبره ، وغیرها ).

    تفاوت أهمیه الأدوار والمهام الاجتماعیه التی یقتضیها تسییر النسق الاجتماعی وتحقیق استقراره ، فهناک وظائف أکبر أهمیه وحیویه لوجود المجتمع واستمراره من غیرها من الوظائف .

    حق الأشخاص الموهوبین من حیث الاستعدادات الفطریه والمهارات المکتسبه أن یشغلوا الوظائف الأرقى ویحصلوا على دخول مادیه وغیر مادیه أکبر، فی حین تبقى الوظائف الأدنى والدخول الأقل لذوی العطاء المتواضع .

    وتأسیساً على ذلک یقال أن الفقر هو النصیب العادل للفقراء، وأن محاوله التمرد علیه من أهم مصادر التوتر فی النسق الاجتماعی.

    أما منظور ثقافه الفقر الذی حاول فیه بعض العلماء الإجابه على بعض التساؤلات حول علاقه الفقر بثقافه المجتمع واستمراریه الفقر من جیل إلى جیل فقد توصلوا إلى أن الفقراء یصیرون فقراء لأن لهم ثقافه خاصه وطریقه حیاه تختلف عن سواهم من الفئات الأخرى ولهم قیم واتجاهات تکرس من الإحساس بالیأس وفقدان الأمل، وهم وفق هذا المفهوم یتسمون باللامعیاریه ونقص التکامل مع القیم والأعراف وتوجهات الثقافه الأکبر ، ولا یؤیدون أخلاق العمل ویتسمون بالقدریه ویتشککون فی أن تدخلهم فی الأحداث یمکن أن یؤثر فیها، ومن ثم لا یتسمون بالفعالیه ولا یعتبرون أنفسهم أشخاصاً ذوی قیمه (8) .

    وقد انتقد هذا التوجه من قبل کثیر من العلماء الاجتماعیین الذین أکدوا على عدم وجود ما یدعم فرضیه ثقافه الفقر ، بل أن هناک ما یثبت عکس توجهاتها ، وهذا یتوافق مع المنظور الاجتماعی لظاهره الفقر والذی یرى فیه کثیر من المصلحین الاجتماعیین أن ظاهره الفقر هی مظهر من مظاهر عدم العداله الاجتماعیه یمکن علاجها بتدابیر وخطوات تقوم على تفهم الفقر کمفهوم معقد وظاهره اجتماعیه تتداخل فی تکوینها عوامل شخصیه وبیئیه واجتماعیه وسیاسیه ویجب أن تعالج جذریاً حیث لا یکفی علاج أعراضها ، لذلک یقع على الدوله وفق هذا المنظور مسؤولیه حمایه مواطنیها من الفقراء وغیرهم فی المجتمعات الصناعیه المعاصره من مشکلات کانت هی السبـب فیها ولا قـدره للمواطنین على تحملها (9).

    إن التوجه التنموی منذ بدایه القرن الحالی ، رکز وبمبادره من البنک الدولی والأمم المتحده ووکالاتها المتخصصه على تحدیث المجتمعات النامیه من خلال النمو الاقتصادی الذی یزید فی نظرهم من فرص الدخل للأفراد، على أن توفر له من الشروط ما تمکنه من النجاح مثل الخدمات الاجتماعیه الأساسیه من تعلیم وصحه ومهاره إضافه إلى مشارکه وحریه وتمکین الأقلیات من وجهه نظرهم مثل السود والنساء وغیرهم من الجماعات العرقیه المختلفه داخل المجتمع.

    فالمرأه على سبیل المثال أکثر فقراً من الرجل لضعف مشارکتها وعدم تمکنها من حقوقها فی التعلیم والعمل .

    وفی المقابل هناک من یرفض تلک التوجهات الرأسمالیه ویرون أنها السبب فی إستمرار حاله التخلف والضعف والفقر للدول النامیه من حیث استغلال طاقات أفراد المجتمع للمصالح الرأسمالیه للدول الکبرى وتهمیش القدرات والإمکانیات الذاتیه الفردیه والجماعیه المحلیه التی من الممکن أن تثمر بعیداً عن ضروره ارتباطها بالدول الکبرى أو اقتصارها على المجال الصناعی کأساس للتنمیه والتحدیث.

    ولابد من فهم مسببات الفقر فی أی مجتمع للعمل فی ضوئها واقعیاً مع الاستفاده من تجارب الآخرین بعد دراستها وأخذ الملائم منها .

    فالتطور الصناعی فی المدن والمراکز الحضریه على سبیل المثال أضعف الاقتصاد الزراعی فی القرى والأدیان مما زاد من هجره أبناءها إلى تلک المدن والمراکز وارتفاع أعداد الطلب على فرص العمل، کما زاد من الضغط على الخدمات الاجتماعیه وساهم فی زیاده کل من الفقر فی الأریاف وفی المدن على حد سواء.

    وأضعفت الهجره الروابط العائلیه الاجتماعیه التی کانت تمثل شبکه الأمان والدعم والحمایه للأفراد والأسر (10).

    وینادی کثیر من الدارسین بأهمیه أخذ البعد الثقافی لأی مجتمع فی الإعتبار فی أی عملیه تنمویه أو تغییر اجتماعی وعدم فرض النماذج الخارجیه على المجتمع بکل ما فیها فعلى سبیل المثال : یقتضی تقسیم العمل فی المجتمعات العربیه وفقاً لثقافه المجتمع أن تقوم المرأه بالعنایه بشکل أکبر بشؤون المنزل الداخلیه بینما یقوم الرجل بشؤون المنزل الخارجیه وعلى رأسها تحصیل الرزق وهو ما ینسجم مع تعالیم الإسلام فی جعل النفقه واجبه على الزوج لزوجته بل وجعل نفقه المرأه واجبه على ولی أمرها الأقرب مهما بعد من عصبتها ، ومع تفککک وضعف الضوابط العائلیه وخروج المرأه للعمل على نطاق واسع أصبح الوضع الاجتماعی یفرض على المرأه البحث عن العمل أو الدعم الخیری بدلاً من الحصول على حقها فی النفقه من أقاربها خاصه مع ضعف الروابط بینهم مما أسس لوضـع جدید أصبـحت فیه المرأه أکثر تضـرراً من الرجل بقضـیه الفقر (11).

    هذا الأمر تفسره الثقافات الأخرى فی ترکیزها على تأنیث الفقر تفسیراً بعیداً عن محتواه القیمی والثقافی من الناحیه الدینیه أو من ناحیه العادات والتقالید.

    والإسلام بصفته آخر الأدیان السماویه ورسوله خاتم الأنبیاء بین لنا أن مسببات الفقر لا تخرج عن ثلاثه مما یلی (12) : عدم قیام الإنسان بمسئولیته تجاه الطبیعه التی سخرها الله له وأمره بالسعی فیها فیترک ما یجب علیه من بذل الجهد والوسع، وبتعبیر آخر عدم القیام بالمساهمه فی العملیه الإنتاجیه مع إمکانیه القیام بها .

    عدم القیام بالإنتاج لعدم توافر إمکانیات القیام بذلک لقصور فی قدرات الفرد ( العجز) .

    عدم قیام الإنسان بواجباته تجاه أخیه الإنسان وإعطائه حقوق عمله وجهده فی العملیه الإنتاجیه أو حقوق عجزه أو قصوره ، وبتعبیر آخر عدم القیام بتحقیق العداله فی توزیع الناتج.

    لذلک فمنشأ ظاهره الفقر إذا إما لتفریط فی الإنتاج ( لکسل أو العجز عائد الفرد ) أو تفریط فی التوزیع ( من قبل المجتمع من أهل وأقارب ومسؤولین ) ویمکن أن یضاف إلى ذلک فی نظر الباحثه ما لیس للفرد ولا للمجتمع ید فیه من کوارث وزلازل وحروب وغیرها.

    والنظام الاقتصادی فی الإسلام یدعو إلى سیاده الحریه الاقتصادیه واحترام الملکیه الفردیه ضمن الضوابط الشرعیه ولکنه یقر بأن نظام السوق کأداه رئیسه لتوزیع الدخل قد یفرز آثاراً سلبیه على بعض شرائح المجتمع التی لم تدخل السوق لمرض أو عجز أو کبر أو غیره أو التی دخلت السوق ولا تملک ما یکفی لتغطیه مصروفات حاجاتها الأساسیه ،لذلک قدم الإسلام نموذجاً متمیزاً یکفل من خلاله الحیاه الکریمه لتلک الفئات وأطلق علیه نظام إعاده توزیع الدخل من خلال وسائل وأدوات بعضها إجباری مثل الزکاه والإرث ، وبعضها اختیاری مثل الصدقات والأوقاف.

    أبعاد قضیه فقر المرأه عالمیاً وعربیاً:- جذب الترکیز المتزاید على البعد الجنسی للفقر إهتمام الرأی العام نحو الفقر الذی تعانیه المرأه ، ولکن ذلک لا یعنی بالضروره أن الفقر لدى النساء ظاهره حدیثه ، وأن التوزیع غیر المتناسب للفقر بین الجنسین ناتج فقط عن التغیرات التی تمت فی الثمانینات، ففی بریطانیا تؤکد إحدى الدراسات(13) أن المرأه ظلت وعلى مدى القرن الماضی أکثر فقراً من الرجل، وفی بدایه هذا القرن کانت نسبه 61% من إجمالی الکبار الذین یحصلون على إعانات فقر من النساء.

    وفی الوقت الحالی تبلغ نسبه النساء من إجمالی الکبار المتلقین للدخل فی بریطانیا 59% (14) وفی الولایات المتحده الأمریکیه تمثل النساء غالبیه الذی یعیشون تحت مستوى خط الفقر، وتمثل الفجوه الأجریه بین الرجال والنساء مشکله دائماً للنساء على الرغم من ضیق هذه الفجوه فی الآونه الأخیره (15)وتشکل نسبه النساء الفقیرات فی العالم قیاساً للفقراء بشکل عام فی العالم 70% من بین 1.3 ملیون فقیر (16) أما النساء العاملات على وجه الخصوص فیمثلن حوالی 60% من 550 ملیون من العمال الفقراء (17).

    وهناک الکثیر من الظواهر التی تؤکد أنه فی ظل النظام العالمی الجدید وفی ظل العولمه والتعدیل الهیکلی وغیره من الأسباب فإن ظاهره فقر المرأه فی ازدیاد مستمر ومن المتوقع بأن تزید أعداد النساء الفقیرات زیاده کبیره فی السنوات المقبله (18).

    وهناک عدد من المؤشرات المتعلقه بمرکز المرأه فی منطقه الاسکوا ( غربی آسیا) والتی توفر قدراً من الرؤیه بالنسبه للظروف التی تعیش فیها المرأه وإن کانت تلک المؤشرات تتعلق فی حالات کثیره ببلدات منتقاه فقط، غیر أن الارتباط القائم بین هذه المؤشرات ومدى إنتشار الفقر لیس ارتباطاً مباشراً (19) وإذا کان هناک دلیل قوی على عدم عداله توزیع الموارد بین النوعین داخل الأسر فی الغرب(20) (21) فإن هذا الدلیل قد لا یکون له دلائل مناظره فی حال المنطقه العربیه حیث تقوم الإحصاءات المتوافره عاده على تعریف للفقر یتخذ الأسره المعیشیه بصفتها وحده واحده، مما یترتب علیه التغطیه على الفروق داخل الأسره بما فی ذلک بین النوعین.

    ولکن تعتبر النساء فی المنطقه العربیه أفقر من الرجال عندما ینظر للفقر على أساس مفهوم القدرات الإنسانیه والتی تعتبر من المؤشرات الهامه لفقر المرأه حسب تقاریر الأمم المتحده، والتی لا تعتبرها الباحثه مؤشرات وإنما تعتبرها ضمن دائره الفقر فی الوطن العربی بشکل عام وللنساء فیه على وجه الخصوص إما سبباً للفقر أو نتیجه له.

    سواء المتعلق بتلک المؤشرات من النواحی الصحیه أو التعلیمیه أو الاجتماعیه أو الاقتصادیه أو الثقافیه.

    أما ما یمکن أن نعتبره مؤشراً مباشراً لفقر المرأه فهو مقدار أو حجم أو أعداد النساء الفقیرات العربیات المتلقیات لإعانات شبکات الأمان الإجتماعی المختلفه قیاساً لأعداد الرجال فی المجتمع وهو ما لم تستطیع الباحثه الوصول إلیه .

    إن ترأس بعض النساء العربیات لبعض الأسر والذی قد یعتبره بعض المحللین ظاهره من ظواهر تأثیر الفقر هو مسأله خلافیه فالأسره التی ترأسها نساء تمثل أقلیه کبیره فی البلدان العربیه إذ تبلغ 15-20% .

    ولا یرتفع احتمال الفقر بوجه عام فی الأسر التی ترأسها نساء فی مصر إذا تشیر نتائج بعض المسوح إلى أن تلک الأسر تحصل فی المتوسط على دخل للفرد أعلى بسبب هجره عائلها إلى البلدان النفطیه ، وتظهر نتیجه مشابهه فی مسح مستوى المعیشه الذی أجری فی المغرب عام 1991وفی تونس لا تزید نسبه الفقر بین الأسر التی ترأسها نساء، وفی الیمن تقل نسبه الأسر التی ترأسها نساء قلیلاً بین الفقراء (3%) عن غیر الفقراء (4%) .

    أما فی الأردن فإن معدل الفقر بین الأسر التی ترأسها نساء یبدو أعلى عن باقی الأسر وفی غزه والضفه الغربیه تعد الأسر التی ترأسها نساء بین الأفقر والأکثر تعرضاً لمخاطر الإفقار فی المجتمع ککل (22).

    هذا ویمکن فی ضوء المسوح والدراسات والبحوث التی عنیت بتأثیرات الفقر على خصائص المرأه العربیه رصد الاستخلاصات التالیه (23):- یقل معدل القراءه والکتابه بین الإناث فی عام (1997) عن النصف 46.4% ، ویزداد بحوالی مره ونصف لدى الذکور 70.6% فی نفس العام.

    تزید قلیلاً نسبه القید الإجمالیه للإناث فی جمیع مراحل التعلیم عن نصفهن مما یعنی حرمان النصف الآخر من تلک الفرصه .

    تنحسر فرص التمکین الاقتصادی للمرأه مما یزید من احتمالات افقارها لأن انحسار فرص التمکین الاقتصادی ترتبط بکم فرص العمل ونوع العمل والعائد منها فضلاً عن تملک الأصول الرأسمالیه أو الحرمان منها .

    إن لفقر المرأه آثاراً سلبیه متعدده على نفسها وعلى أطفالها وبالتالی على تقدم مجتمعها وتنمیه وبلادها، فلقد توصلت بعض البحوث إلى أن الفقر وانعکاساته على سوء التغذیه والوقایه والعلاج یلعب دوراً واضحاً فی وفیات الإناث، کما تبین ذلک فی دراسات الیمن ومصر والسودان وبلدان شمال أفریقیا .

    وتوضح بعض دراسات الحاله فی مصر والمغرب ولبنان أن المرأه الفقیره غالباً ما تلجأ إلى التطبیب الشعبی لارتفاع تکلفه العلاج الخاص وعدم توفر إمکانات العلاج فی المستشفیات والمصحات الحکومیه، کما تعانی من نقص البروتین الحیوانی والفیتامین فی غذائها (24) وهناک مؤشرات متعدده على ضعف أطفال الأسر الفقیره من حیث معدلات وفیات الرضع والأطفال وسوء التغذیه وتزاید عدد الأطفال المعاقین (25).

    إلى جانب تأثیر آخر لفقر المرأه یتمثل فی زیاده الید العامله من الأطفال وهی ظاهره أخذ فی الزیاده فی البدان النامیه ولم تحظ بما تستحقه من بحوث ، ولقد أوضحت المسوح العلمیه فی جمیع أنحاء العالم أن أول من یتأثر بالتدهور البیئی هم الفقراء خاصه النساء والأطفال وکبار السن ، کما أن أول من یؤثر فی زیاده التدهور البیئی هم الفقراء وفی مقدمتهم النساء اللاتی یحاولن الاستفاده مما یبقى من الثروات الطبیعیه غیر عابئات بمخاطر اندثار وتلوث البیئه (26) .

    لقد أثر الفقر بشکل کبیر على خفض مستوى معیشه النساء وجعلهن یواجهن عده صعوبات اجتماعیه واقتصادیه سواء ربات البیوت منهن أو العاملات فی أسواق العمل الحضریه أو العاملات بشکل هامشی فی الریف ، ومن تلک الصعوبات عدم قدرتهن على إعاله أنفسهن وتربیه أطفالهن مما یشکل مضاعفات خطیره بالنسبه للمجتمع من حیث نوعیه مواطنیه الحالیین والمقبلین وطبیعه إنتاجهم وقدراتهم کمورد بشری للأجیال القادمه ومن حیث المشکلات الدینیه والأخلاقیه والأمنیه والاقتصادیه والاجتماعیه التی قد تکون عائقاً کبیراً عن تمکینهم من أن یکونوا خلفاء الله فی أرضه کما یرید وعن تمکینهم من أن یکونوا محوراً هاماً للتنمیه بشکل عام والتنمیه المستدیمه على وجه الخصوص.

    أبعاد فقر المرأه السعودیه ومؤشراته : لم یکن لفقر المرأه بصفته المفرده خصوصیته البارزه للعیان قبل التغیرات الاقتصادیه الحدیثه للمجتمع السعودی منذ استقرار الأحوال السیاسیه واکتشاف النفط وما لحق به من تطورات وتغیرات فی البیئه الاجتماعیه للمجتمع من عادات وتقالید وقیم وأنماط سلوکیه ووسائل معیشیه ، حیث کان الفقر فی السابق یعم المجتمع المحلی أو المجتمع الریفی أو المجتمع القبلی أو مجتمع الجیره فی المدن الصغیره بشکل عام ولا یتضح فیه فقر أی فرد من أفراد الأسره على حساب الأفراد الآخرین وذلک لانتمائهم فی الغالب لمجتمعات متجانسه ومن شأن التجانس وطبیعته تحقیق التوافق والتجاوب والتآزر وکافه صور التعاون التی تحدث شعوراً بالأمن الاجتماعی والمشارکات الوجدانیه فی مختلف المناسبات الاجتماعیه(27)، کذلک کان للنظام الغالب على الأسره وهو نظام الأسره المرکبه أو الممتده ( والتی تضم الجدین وأبناءهما من الذکور المتزوجین وصغارهما وحفیداتها ) دور فی تغطیه الفروقات وإشباع الاحتیاجات وحل المشکلات الخاصه بأفراد الأسره حیث کانت المصلحه الجماعیه هی السائده والغالبه على المصلحه الفردیه ، وبعد التغیرات الحضاریه الشامله السریعه التی شهدها المجتمع السعودی حدثت تطورات کبیره وسریعه لأغلب أجهزه الخدمات التعلیمیه والصحیه والاجتماعیه والإسکانیه وغیرها، وتفتت الأسره الکبیره أو الممتده إلى اسر نوویه صغیره ، حیث اقتضت حتمیه التحول من نمط الحیاه التقلیدی إلى النمط الحدیث أن یتقلص دور تلک الأسر الممتده وتلک المسانده القبلیه والعشائریه وتحل الدوله محلها ، ووجدت المؤسسات الاجتماعیه المختلفه التی تعمل على تلبیه حاجات الأفراد وفرضت هذه التحولات تنظیم برامج ضخمه وشبکات أمان متعدده من قبل الدوله والهیئات الأهلیه المختلفه.

    واستطاعت المرأه التی استفادت من فرص التعلیم والعمل المتاح أن تساند نفسها إلى حد ما فی حال الأزمات الاقتصادیه والاجتماعیه، ولکن بقیت المرأه الفقیره غیر المتعلمه فی البیئه البدویه والریفیه متضرره من فقدانها للدور الذی کانت تلعبه فی الإنتاج بصورته التقلیدیه فی فتره ما قبل التغیرات الحدیثه فی حال مواجهتها للأزمات الاقتصادیه والاجتماعیه المختلفه .

    ومنذ أکثر من عشرین عاماً وتحدیداً بعد أزمه ( حرب الخلیج) شهدت البلاد أزمه اقتصادیه شارکت فیها عدداً من دول العالم لأسباب متعدده منها ما یختص بتراجع أسعار النفط ومنها ما یختص بمعالجه آثار الحروب ومنها ما یختص بخلل الإستفاده من توزیع الموارد جغرافیاً وفئویاً ووظیفیاً إلى جانب ضعف التخطیط التنموی للموارد البشریه.

    فحدثت العدید من قضایا البطاله والفقر والهجره غیر المتوازنه وإنحسار فرص التعلیم الجامعی وما تبع ذلک من بعض مشاکل من التفکک الأسری والسلوکیات الانحرافیه والمشاکل الصحیه والطلاق والعنف الأسری وبعض السلوکیات التطرفیه وغیرها.

    ولقد أجمع کثیر من الدارسین والمحللین على أن الأسره هی المتضرره الأولى من ذلک کله وأکثر من یتحمل عبء تلک القضایا والمشکلات ، حیث أثبتت الدراسات الاجتماعیه أن وقع الطلاق والترمل والشیخوخه ومظاهر التفکک الأسری الأخرى کالانحراف والإدمان أکثر وطأه على النساء والأطفال منها على الرجال.

    وتوصل العتیبی فی دراسته عن الأسر السعودیه المهاجره إلى مدینه الریاض أن 25.901% من أسر العینه المبحوثه تعیش مع الأم مع غیاب الأب سواء بسبب السفر أو الترمل أو الانفصال وأن 54.4% من هذه الفئه أما أرامل أو مطلقات (28).

    ومن أهم مؤشرات وقع الفقر على کاهل المرأه أکثر من وقعه على کاهل الرجل فی مجتمعنا السعودی ما یلی : أولاً : زیاده أعداد النساء المستفیدات من مخصصات الضمان الاجتماعی سواء المعاشات أو المساعدات الاجتماعیه على الرغم من أن تلک الاعداد غیر معلن عنها رسمیاً ( لسیاسه الضمان الاجتماعی فی هذا المجال ) وعلى الرغم من أن التقاریر السنویه لمکاتب الضمان الاجتماعی تبین أن الإنفاق على الرجال أکثر من الإنفاق على النساء ولکن عدداً من الشواهد تدل على عکس ذلک منها على سبیل المثال : أن المرأه من أکثر الفئات المنصوص على استحقاقها لمخصصات الضمان الاجتماعی بصفتها أرمله أو مطلقه أو مهجوره أو متزوجه لا عائل لها أو زوجه سجین أو غیر ذلک .

    دلت عده دراسات على تزاید أعداد النساء المستفیدات من مخصصات الضمان الاجتماعیه والمتقدمات لطلب الإعانه قیاساً على أعداد الرجال.(29) (30)(31).

    المبالغ المذکور تخصیصاً للرجال من قبل الضمان الاجتماعی والتی تبدو أکثر من المبالغ المخصصه للنساء فی التقاریر السنویه لوزاره العمل والشؤون الاجتماعیه جاءت بسبب زیاده حجم أسره الرجل الذی یستطیع الجمع بین أربع زوجات وأطفاله منهن ( وقد تکون أعمارهم متقاربه کثیراً ) فی وقت واحد ، بینما یحسب للمرأه أولادها من زوجهـا المتوفی أو طلیقها حتى یبلغوا سناً معینه ( 18 سنه ) ثم یصبحوا حالات استحقاق منفصله عن والدتهم لذلک یبدو لمن یقرأ تلک المخصصات أن أعداد الرجال المستفیدین من مخصصات الضمان الاجتماعی أکبر من أعداد النساء.

    ثانیاً : دلت تقاریر أغلب الجمعیات الخیریه الرجالیه والنسائیه على أن النساء والأیتام هم أکثر الفئات المستفیده من مساعدات وإعانات تلک الجمعیات لما تحتاجه المرأه بشکل دائم من الإنفاق على صغارها وتحمل عبء مسؤولیاتهم فی حال ترملها أو طلاقها أو هجرها .

    الآثار الناجحه عن فقر المرأه السعودیه والمشکلات والتبعات المصاحبه له .

    لابد من الإشاره هنا إلى إنه قد یصعب تحدید أساس أی مشکله من المشکلات التی سیرد ذکرها من التبعات المصاحبه لها أو الآثار الناجمه عنها فی ظل دائره الفقر التی تناولتها عدید من النظریات والدراسات الاجتماعیه والاقتصادیه فی مختلف المجتمعات البشریه وأهمها نظریه حلقه الفقر المفرغه Vicious circle of poverty والتی توصلت إلى أن مشکله الفقر ناتجه عن تفاعلات سببیه بین مجموعه من العوامل والمتغیرات المختلفه التی تسهم فی استمرار تلک المشکله فی الدوران حول نفسها سلباً داخل إطار حلقه مفرغه من الظروف السیئه.

    بالإضافه إلى ذلک فإن مشکله الفقر قد یختلف تأثیرها على الأفراد والأسر والمجتمعات بحکم العدید من اختلافات الفروق الفردیه وإمکانات المسانده والدعم الأسری والظروف الاجتماعیه المتباینه، إلا أنه من الممکن رصد بعض المشکلات المصاحبه لفقر المرأه فی المجتمع السعودی والتی قد تشترک فیها مع نساء أخریات فی المجتمع بحکم الجنس ومع فقراء رجال بحکم الشریحه الاجتماعیه أو الفئه الاجتماعیه أی الفئه الفقیره فی المجتمع على النحو التالی : أولاً : المرض : یرتبط المرض وبصفه خاصه أنواع منه بحاله الفقر التی تکون علیها الأسره والمجتمع وذلک لقله الموارد من جهه ولضعف الوعی من جهه أخرى ولقصور التغذیه من جهه ثالثه ، أو لما ینشأ عنها من ظروف ویتصل بها من ملابسات تؤدی کلها إلى انعدام الصحه وقائیاً وعلاجیاً (32) وأهم ما یرتبط بفقر المرأه فی هذا المجال هو موضوع سوء التغذیه ونقص السعرات الحراریه والفیتامینات واعتلال الصحه والإنجابیه أثناء الحمل والولاده والتی من الممکن أن تؤدی إلى الوفاه.

    بالإضافه إلى أمراض الجهاز التنفسی وأمراض الجهاز الهضمی والتی أثبتت العدید من التقاریر الصحیه والتنمویه العالمیه صلتها الوثیقه بالفقر ، کما أن التفاعلات بین البیئه والصحه والفقر تفاعلات ذات دلالات واضحه فالتلوث البیئی ( قذاره المیاه والهواء ) یعتبر مساهماً رئیساً فی الإصابه بالإسهال وأمراض الجهاز المعوی وأمراض الجهاز التنفسی وهی أکبر أسباب الوفاه شیوعاً للنساء والأطفال الفقراء حسب ما جاء فی کثیر من تقاریر الأمم المتحده ووکالاتها المتخصصه منذ عام (1990م – 2003م ) .

    وقد توصلت إحدى الدراسات المحلیه(33)إلى عده مؤشرات تدل على تدنی المستوى الصحی للأسر الفقیره فی الأحیاء الشعبیه من مدینه الریاض منها تدنی مستوى النظافه الشخصیه ، تدنی مستوى النظافه العامه ، إهمال صحه البیئه ، نوعیه الغذاء غیر الجیده ، إهمال طرق الوقایه من الأمراض المعدیه ، إهمال رعایه الأمومه والطفوله ، عدم توفر الملف الصحی العائلی لبعض الأسر، الاعتماد على الرضاعه الاصطناعیه مع إهمال طرق النظافه والتعقیم واستمرار الرضاعه الاصطناعیه لما بعد سن الرابعه ، سوء استخدام وحفظ الأدویه وخاصه المضادات الحیویه ، إهمال طرق تجنب الحوادث المنزلیه ، عدم الإلمام بأساسیات الإسعافات الأولیه.

    کما اتضح من دراسه أخرى(34) علاقه الظروف السکنیه غیر المناسبه بالإصابه بمرض الدرن وأنها قد تکون أحد الأسباب المؤدیه له .

    وتوصلت الدراسه نفسها إلى أن نسبه الإناث اللاتی أحسسن بأعراض المرض منذ أکثر من سنه کانت أکبر من نسبه الذکور والتی من الممکن أن تفسر بتأخر مراجعه الإناث للأطباء لإجراء الفحص فی بدایه المرض لعدم قدرتها الذهاب بمفردها أو خوفاً من الإعلان عن المرض للزوج فیطلقها أو یهجرها أو یتزوج بأخرى .

    وکشفت نتائج دراسه صحیه اجتماعیه (35) عن أن ارتفاع المستوى التعلیمی للأمهات والآباء وارتفاع الدخل الشهری للأسره وتحسین مستوى المعیشه وغیرها من المتغیرات المرتبطه بمؤشرات التنمیه الاجتماعیه والاقتصادیه تعد من أهم المرتکزات الأساسیه لتحقیق أهداف خفض معدلات وفیات الأطفال والرضع ولتنفیذ برامج الرعایه الصحیه الأولیه بشقیها الوقائی والعلاجی ، فدخل الأسره یرتبط ارتباطاً مباشراً بصحه الطفل من خلال نوعیه الغذاء والسکن ، ومن خلال نوعیه الرعایه الطبیه التی توفرها الأسره لأفرادها .

    وقد وجد ارتفاعاً فی معدل وفیات الأبناء وسط مجموعه أسر مفردات عینه إحدى الدراسات من الفقیرات حیث بلغ متوسط الأبناء الذی توفوا من بین الأبناء المولودین أحیاء 2.63 طفلاً الإجمالی أفراد العینه ، ووجد أن من بین کل أربع من الأسره المبحوثه شخصاً مریضاً (36).

    والإشکالیه فی مرض المرأه الفقیره فی الوقت الحاضر لیس فی الحصول على العلاج لأن العلاج فی المجتمع السعودی بالمجان لجمیع المواطنین والمواطنات، ولکن ینقص المرأه الوعی المطلوب بالطریقه الصحیحه للعلاج ولتنفیذ تعلیمات أخذ الدواء وذلک لارتباط فقر المرأه فی الغالب بأمیتها وضعف وعیها وإدراکها بأهمیه تلک التعلیمات وخطوره إساء استخدام الدواء التی من الممکن أن تؤدی إلى نتائج عکسیه یصعب بعدها العلاج کما أشار إلى ذلک أحد الباحثین(37) ولاشک أن البیئه المعیشیه غیر الملائمه صحیاً وارتفاع نسبه التزاحم السکنی قد تکون عاملاً هاماً من عوامل انتقال العدوى بالأمراض وتفشی الجراثیم وبالتالی تردی الأحوال الصحیه للمرضى وغیر المرضى فی العائله حیث وجد علاقه بین نوع السکن وعدد مرات التنویم فی المستشفیات العامه (38)(39)(40).

    وعندما یزداد وضع الأحوال الصحیه سوءاً ویتطلب الأمر علاجاً متخصصاً تبدأ المشکله الحقیقیه الصحیه للمرأه الفقیره من حیث الإنتظار الذی قد یمتد بالأشهر لمواعید المستشفیات المتخصصه المجانیه أوشبه المجانیه والذی قد لا تحصل علیه بسهوله إلا من خلال مشوار طویل من التردد والإثباتات والواسطه کما هو مشاهد فی أغلب الأحیان ، وقد تضطر المریضه حال تعذر ذلک إلى تقدیم طلب الإعانه لعلاج نفسها فی المستشفیات أو العیادات الخاصه من الجمعیات الخیریه أو المحسنین أو قد تضطر للتسول أو إیکال التسول لأبنائها أو غیر ذلک للحصول على قیمه الأدویه التی لا تصرف فی الوقت الحاضر بالکمیه المطلوبه حتى من المستشفات العامه وقد تکون دائمه أو مکلفه (41).

    ولا یوجد فی نظام الضمان الاجتماعی أی بند خاص بمساعدات المرضى بصفتهم مرضى ودفع تکـالیف علاجـهم وقد یعود ذلک إلى أنه لیس هناک ما یسمى بفئه المرضى ضمن فئات لضمان الإجتماعی ولکنهم مدرجون ضمن فئه العاجزین عن العمل لأسباب صحیه (ولیس العاجزات) (41) .

    ثانیاً : التفکک الأسری : ویقصد به هنا تخلخل روابط البناء الأسری وضعف التفاعلات الاجتماعیه بین أفراد الأسره واضطراب توقعات أدوارهم والشعور بالاغتراب وانعدام الأمن والرغبه فی التحلل من القیود الأسریه والاتجاه نحو الجماعات الخارجیه لضعف التماسک الداخلی .

    ویعود ذلک لأسباب عدیده نتیجه للتغیرات الاجتماعیه التی یمر بها المجتمع وما یصاحبها من ظواهر وقضایا ومشکلات کما مر بنا فی بدایه هذا البحث .

    وقد أشرنا أیضاً فی بدایه هذا البحث أن المرأه هی ضحیه أغلب أنواع التفکک الأسری من ترمل وطلاق وهجر وسجن عائل حتى تکاد تکون معظم برامج وخدمات الرعایه الاجتماعیه أن تتمحور حول المرأه (42).

    وقد أظهرت نتائج أحدى الدراسات (42)أن التماسک الأسری یتأثر إیجاباً بکل من درجه التزام الأسره الدینی ، وعدد من متغیرات الوضع الاقتصادی للأسره هو دخل الأسره ومستوى الحی الذی تقیم فیه ومستوى تعلیم الوالد وعمل الأب ووضع الأسره المهنی والعلاقات القرابیه القویه .

    کما أظهرت تحلیلات التباین لنفس الدراسه أن التماسک الأسری یتأثر بصفه سلبیه وداله إحصائیاً بکل من عدد زوجات الأب ، وسبق زواج أحد الوالدین ، وغیاب الوالدین أو أحدها ، سبق طلاق الوالدین أو أحدها ، وإصابه الوالد أو الوالده أو أحد الأبناء بمرض من طبیعه حسیه أو عقلیه أو نفسیه .

  • مدخل
    مشکله البحث
    أهمیه البحث
    أهداف البحث
    منهجیه البحث
    أهم مفاهیم البحث
    المشکله الاجتماعیه
    الفقر
    الحاجات
    المداخل النظریه لتفسیر مشکله الفقر
    أبعاد قضیه فقر المرأه عالمیاً وعربیاً
    أبعاد فقر المرأه السعودیه ومؤشراته

... «الانسان‌ بین‌ المادیه ‌ و الاسلام‌» یکی‌ از عمیق‌ترین‌ کتابهای‌ استاد «محمّد قطب‌» در تحلیل‌ و بررسی‌ دیدگاههای‌«فروید» درباره‌ روانکاوی‌ است‌... «محمّد قطب‌» در کتابهای‌ دیگری‌، از جمله‌ «دراسات‌ فی‌النفس‌ الانسانیه ‌» و:«فی‌النفس‌ و المجتمع‌» بحثهای‌ جالب‌ دیگری‌ در زمینه‌های‌ روانشناسی‌ و روانکاوی‌ از دیدگاه‌ اسلام‌ دارد، ولی‌ این‌کتاب‌، ویژه‌ نقد و بررسی‌ تئوریهای‌ ...

جزيره‌العرب سرزمين خشکي است که از سه سوي در حصار آب قرار گرفته است. در غرب آن درياي سرخ قرار دارد که حد فاصل جزيره‌العرب و قاره آفريقاست؛ جنوب آن به اقيانوس هند محدود مي‌شود و در شرق آن درياي عمان و خليج‌فارس قرار گرفته است که جزيره‌العرب را از ايرا

جغرافياي جزيره‌العرب جزيره‌العرب سرزمين خشکي است که از سه سوي در حصار آب قرار گرفته است. در غرب آن درياي سرخ قرار دارد که حد فاصل جزيره‌العرب و قاره آفريقاست؛ جنوب آن به اقيانوس هند محدود مي‌شود و در شرق آن درياي عمان و خليج‌فارس قرار گرفته است

الفصل الأول قصه هذا الإنجيل المزور يمکن تلخيص قصه هذا الإنجيل المزور في النقاط التاليه: 1 النسخه الأصليه منه ظهرت سنه 1709م باللغه الإيطاليه، عند رجل اسمه کرامر کان مستشارا لملک بروسيا. 2 أهداها هذا الملک إلى الأمير أوجين سافوي، الذي أودعها بمکتب

« عرف » به اذعان کليه انديشمندان اولين منبع حقوق به شمار مي رود. امروزه نيز با سامان يافتن نظام اجتماعي و توسعه ورشد تمدنهاي بشري ودر نيجه گسترش وضع قوانين ومقررات نوشته در شئون مختلف زندگي اجتماعي ، نه تنها نقش و قلمرو عرف کم رنگ نشده، بلکه سير

چکیده در دوره معاصر جهان عرب بویژه مقطع زمانی سالهای 1800 تا 1950 میلادی یکی از واقعیتهای غیر قابل انکار، نقش ادبا و فرهنگ سازان مسیحی عرب در تولید، توزیع مفاهیم ومضامین و رواج برخی مکاتب ادبی و نیز انتقال فرهنگ غربی از این راهها به جهان عرب است. کاوش در سه سطح عرصه ها و زمینه های فرهنگی از جمله نهادهای فرهنگی، مجامع ادبی و نیز شناخت قالب ها و ساختارهای ادبی نشان می‌دهد: پدیده ...

تقسیمات کشوری ، سلسله مراتبی اداری سیاسی در تقسیم هر کشور به واحدهای کوچکتر، برای سهولت اداره آن و تأمین امنیت و بهبود اوضاع اجتماعی و اقتصادی . این تقسیم بندی گاه برمبنای تاریخ و فرهنگ ، اوضاع جغرافیایی و جمعیت و گاه برحسب ملاحظات سیاسی (بویژه در دوره معاصر) صورت می گیرد. 1) در برخی مناطق جهان اسلام . در این بخش از مقاله به تقسیم بندی برخی کشورهای اسلامی اشاره می شود. ظاهراً ...

قارچ خوراکی صدفی Oyster mushroom) ) محل رشد در طبیعت : بر روی چوبهای پوسیده یا در حال پوسیدن و سطح درختان . دارای قدرت تجزیه بالاو براحتی مواد سلولزی راکلونیزه می سازد . دارای رنگهای مختلف کلاهک از قبیل سفید ، آبی ، خاکستری ، طلایی ، قهوه ای و … قارچ صدفی درختی Pleurotus osteratus در جنگهای درختان سخت چوب گسترش فراوانی دارد . گونه های زراعی معروف : P,cittinopileatus/ ...

در مبحث آب نکته مهم کنترل کیفیت آب می باشد که کنترل به دو صورت کنترل سابقه دار و کنترل کیفیت روز مره (‌عمومی ) انجام می شود که حال به طور مختصر تعریفی از آن دو ارائه می شود . کنترل کیفیت سابقه دار عبارتست از یک روش تحلیلی و بررسی مزایا و معایب و نسبت های آن که در آزمایشگاه انجام می شود . کنترل کیفیت روزمره (‌عمومی ) عبارتست از کنترل کیفیت عمومی و خارج از آزمایشگاهی است . تقسیم ...

زمینه های مختلف تولیدی بخش کشاورزی واحد هومند آبسرد به قرار زیر میباشد. باغات سیب واحد توصیف فنی قطعات: این باغات متشکل از 4 قطعه تجمعی با محدوده مشخص میباشد که به صورت دو قسمت همسان ذیل به لحاظ فرایند سرمایه گذاری قابل تفکیک میباشد: الف: قطعات 1 و 2 باغات: این دو قطعه که در قسمت پائین و در مجاورت جاده تهران فیروزکوه قرار دارد جمعاً به مساحت تقریبی 10 هکتار که دارای تاریخ کشت و ...

ثبت سفارش
تعداد
عنوان محصول